البرلمان الألباني يعتمد القرار المعنون ب"إحياء ذكرى وتكريم ضحايا الإبادة الجماعية في سربرينيتسا"
اعتمد البرلمان الألباني قرار قدمه الحزب الاشتراكي الحاكم خلال جلسة البرلمان، تضمن "إحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في سربرينيتسا وتكريمهم".
أعلن البرلمان الألباني القرار الذي يدين الإبادة الجماعية الحاصلة في سربرينيتسا، وذلك بعد أن وقف المشاركون دقيقة صمت حداداً على ضحايا الإبادة
وصوت النواب ال113 في الجلسة البرلمانية المؤلفة من 140 مقعداً ب "نعم" على الاقتراح، دون معارضة أو امتناع عن التصويت.
وأشارت رئيسة مجلس النواب لينديتا نيكولا، في كلمتها التي ألقتها في بداية الدورة، إلى أن عواقب الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا هي ذكرى مريرة للبشرية وستظل كذلك، وقالت:
"إن إحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في سربرينيتسا وتكريمهم يعلمنا أن تحقيق السلام وصونه مهمة صعبة، وأن صراعات الماضي ينبغي ألا تقتل وعود المستقبل ومنظوره، كما إن تكريم ضحايا سربرينيتسا هو وعد بأنه يجب ألا يتكرر ولن يتكرر".
كما بعث رئيس المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك شفيق دزافيروفيتش رسالة فيديو إلى الجمعية الألبانية، شدد فيها على أن ألبانيا والبوسنة والهرسك بلدان قريبان وصديقان.
وأردف قائلاً:"لقد أصبحت مأساة سربرينيتسا رمزاً عالمياً للمعاناة والجريمة في العصر الحديث، واليوم، وبعد مرور 27 عاما، تتردد أصداء كلمة سربرينيتسا بأقوى مشاعر الخوف والألم".
وقال تولانت بالا، رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي: "إن الاقتراح يؤكد اعتقاد بأن الوقت قد حان لإثبات إرادته والتزامه من خلال الإجراءات وبإنهاء الإفلات من العقاب على جرائم الحرب".
ووصف "بالا" القرار بأنه وثيقة خطيرة للغاية ولغة الألبان، وأعرب عن حزنه العميق ودعمه الكامل وتضامنه الصادق مع الضحايا والصدمات الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية الصربية، مضيفاً أنهم اجتمعوا لإحياء ذكرى وتكريم ضحايا الإبادة الجماعية في سربرنتيسا.
كما وهنأ وزير الشؤون الخارجية الألباني أولتا تشاسكا زملاءه على إعلان يوم 11 تموز يوماً لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في سربرينيتسا.
ووصف تشاكا القرار بأنه مبادرة برزت كتتويج لموقف بلاده طويل الأجل الذي لا هوادة فيه بشأن إدانة هذه الجريمة، فضلاً عن الجرائم الأخرى ضد السكان المدنيين في البوسنة والهرسك وكوسوفو، وقال: "اتخذت ألبانيا موقفاً واضحاً ومبدئياً ضد هذه الجريمة الرهيبة، التي يقتل فيها الآلاف من الرجال والشباب بأبشع الطرق، ليس لأنهم مذنبون بأي شيء، ولكن ببساطة بسبب هويتهم".
وقالت يوريدا تاباكو، وهي نائبة من الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي: "إن خطوة اليوم تكرم البرلمان الألباني، و يجب أن توحدنا هذه القضية، ويجب أن تحصل بالتأكيد على مائة في المئة من الأصوات في الجمعية".
ووفقاً للقرار المتخذ، تنظر الجمعية الألبانية في الميل والعمل إلى إدانة الإبادة الجماعية المرتكبة في سريبينيتسا علناً، عن علم أو عن غير علم؛ وتدين بشدة إخفاء دوافع الإبادة الجماعية ومرتكبيها ومصمميها ومؤيديها.
ولوحظ أن الجمعية العامة وصفت استمرار وتصعيد الخطاب السياسي القومي والتحريض على الكراهية العرقية نتيجة لإنكار الإبادة الجماعية في سريبرينيتسا، والمجزرة التي ارتكبت في يوغوسلافيا السابقة بأسرها، والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية من جانب بعض الأفراد والجماعات والجهات الفاعلة السياسية ووسائط الإعلام داخل البلقان وخارجها، بأنها غير مقبولة وخطيرة للغاية.
وأعرب القرار عن ألم الجمعية العميق للضحايا والصدمات الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية في سربرينيتسا، معرباً عن تفهمه الكامل وتعاطفه الصادق مع جميع المصابين خلال الحرب الدموية في البوسنة والهرسك،
وتابع قائلاً:
"إن إنكار ألبانيا للإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الصربية في البوسنة ضد الجالية البوسنية في سربرينيتسا ينتهك القانون الدولي، ويعزز الإفلات من العقاب على جرائم الحرب، وينتهك كرامة أكثر من 8000 مدني وناجي وأسرهم الذين ذبحوا في سريبرنيتسا، فضلاً عن ما يقرب من 10000 ألباني قتلوا على يد النظام الصربي بقيادة سلوبودان ميلوسيفيتش خلال التطهير العرقي في كوسوفو و 20000 امرأة تعرضن للاغتصاب".
والجدير بالذكر انه خلال هذا القرار، تطالب الجمعية بأن تكرم الحكومة ضحايا الإبادة الجماعية في سربرينيتسا، وأن يعلن يوم 11 تموز "يوم ذكرى الإبادة الجماعية في سربرينيتسا"، في إشارة إلى قرار البرلمان الأوروبي.
ماذا حدث في سربرينيتسا؟
في أعقاب احتلال القوات الصربية لسربرينيتسا تحت قيادة راتكو ملاديتش في 11 تموز 1995، سلم البوسنيون المدنيون الذين لجأوا إلى الجنود الهولنديين تحت رعاية الأمم المتحدة إلى الصرب في وقت لاحق.
الصرب، الذين سمحوا للنساء والأطفال بالوصول إلى المنطقة التي يسيطر عليها الجنود البوسنيون، ثم ذبحوا ما لا يقل عن 8,372 رجلاً بوسنياً في الغابات والمصانع والمستودعات، ودفن البوسنيون المقتولون في مقابر جماعية.
وفي إطار الجهود التي بدأت للعثور على المفقودين بعد الحرب، يتم دفن الضحايا الذين عثر على جثثهم في مقابر جماعية في مراسم تقام في مقبرة بوتوشاري التذكارية في 11 تموز من كل عام بعد تحديد هويتهم، حيث يوجد هناك قبور ل 6,671 ضحية إبادة جماعية في مقبرة بوتوساري التذكارية.(İLKHA)